Thursday, June 11, 2009

فيلم أردني / جاهة كريمة

المشهد الأول:
الموقع: أحد ضواحي العاصمة عمان، وتحديدا على دوار في أحد الأحياء بالقرب من سوق ذلك الحي.
الفكرة: احتفالات الشباب بأحد المناسبات الوطنية...
السيناريو: بطريقته الخاصة، يدخل شاب عشريني الى الموقع بسيارته المزينة بالأعلام ليحتفل بطريقته المتهورة واللامسؤولة من خلال التخميس والتفعيط... ولأنه فرح جداَ ويريد أن يثبت لأقرانه بأنه (مقلّع) وقادر على الاحتفال كيفما يريد، يقتحم أحد الدواوير معاكساَ للسير مخالفاً القوانين، ليفاجأ بمواطن مسكين يعترض احتفاله اللامسؤول!
يفقد السيطرة على المركبة بسبب تشحيطه وتخميسه فيتسبب بحادث كاد أن يقتل ذلك المواطن، وتشاء الصدف أن أحد دورية الشرطة تصل الى موقع الحادث بمحض الصدفة وتوقف الشاب الأرعن الذي لاذ بالفرار على مقربة من موقع الحادث. فيقف الشاب الأرعن بعيداً يسب ذلك المواطن ويشتمه لأنه اعترض احتفاله بتلك المناسبة، ويلوذ بالفرار مجدداً أمام أعين رجال الأمن!


المشهد الثاني:
الموقع: نفس موقع الحادث
الفكرة: صبر المواطن وايمانه بأن القانون يجب أن يأخذ مجراه...
السيناريو: بعد انتظار قارب الثلاث ساعات في انتظار معالي دولة مندوب الحوادث لمعاينة موقع الحادث ورسم مخطط كروكي، وبعد مهاترات وتهديديات من فزعة السائق الأرعن الجبان الذي هرب من مواجهة فعله المشين، يصل السيد مندوب الحوادث ليصور السيارة ويطلب من المواطن المسكين التوجه الى المركز الأمني لتقديم بلاغ رسمي!



المشهد الثالث:
الموقع: المركز الأمني.
الفكرة: العدالة...
السيناريو: بخطى ثابتة، يدخل المواطن الى المركز الأمني، وبكل ثقة يتقدم بشكوى رسمية ضد ذلك السائق الأرعن، مقدماً كافة التفاصيل عن ذلك السائق وسيارته... مؤمناً بعد وعود رجال الأمن بأن الجاني سوف ينال عقابه، وأن الجاني يجب أن يكون عبرة لمن لا يعتبر بعد تصرفه اللامسؤول تجاه نفسه وتجاه المجتمع!


المشهد الرابع:
الموقع: المركز الأمني.
الفكرة: أجا الفرج...
السيناريو: بعد مرور 24 ساعة من الانتظار، وبعد عدة زيارات للمركز الأمني، يتوجه المواطن مرة أخرى الى المركز الأمني لكي يطمئن على مجريات الأمور وليعرف أي جديد بخصوص ذلك الحادث!
يكتشف المواطن المسكين بأن شيئاً لم يحدث إلى الآن، وأن الأمور ما زالت كما هي (مجرد شكوى على ورق) وذلك لأن الجاني مدعوم من عزوته في المركز الأمني من أقاربه!
وبإخبار رئيس المركز الأمني عن الحادث، يأمر وفوراً بتحريك دورية شرطة لإحضار الجاني... فيطمئن قلب ذلك المسكين، ويشدد بأنه لن يغقر لذلك الأرعن لكي يتعلم بأن أرواح المواطنين ثمينة لا تقدر بثمن وليست مجرد لعبة بين يدي شاب طائش!



المشهد الخامس:
الموقع: أحد صالات المركز الأمني.
الفكرة: الجاهة الكريمة!...
السيناريو: فور صدور أوامر البيك قائد المركز الأمني بإحضار الجاني، تصل اخبارية الى أهل السائق الأرعن بأن ابنهم في خطر! وفجأة تمتلئ صالة المركز الأمني بشيوخ ووجهاء عشائر ورجال دولة ومناصب كلهم يمثلون عطوة أو جاهة للمواطن المسكين ليصفح عن ذلك الشاب الطائش الذي كاد يودي بحياته الى التهلكة...
بعد مناقشات طويلة واسترحامات كثيرة مليئة بالجمل المكررة من ذات الأسطوانة المشروخة (انتو شيوخ ولاد شيوخ) و (الأجاويد بيمونوا على الأجاويد) و (انتو السكين واحنا اللحم) و (هذا ولدنا ممعوط الذنب عندكو اكسرو خشومه)... الخ، وبعد كل تلك النقاشات يبدأ أحد أعضاء الجاهة الكريمة بالكشف بأن الطرف المجني عليه من (ضلوع الرقبة) و بأن والده رجل طيب ومن أسرة كريمة متسامحة و بأنهم (عيال حمولة وحدة) ومحسوبين على بعض... فتعلو تلك الابتسامة الصفراء على أوجه الحاضرين جميعاً متفقين بأن الصلح خير دائماً وكل تلك الجمل المنمّقة الكاذبة، لينتهي المشهد بتمزيق الشكوى وكأن شيئاً لم يكن لأن هذا الولد الأرعن هو أيضاً ولدٌ لأسرة كريمة من أب و أم فاضلين، لكنهم أغفلوا بأن تنشئة رجل لا تكون بمخالفة القانون والاعتداء على حقوق الغير ليعبر عن فرحه، بل تكون بانتمائه الصادق لوطنه والتزامه بالقوانين واحترام الآخر...

* أرغب بإضافة مشهد لكسر تلك الرتابة في هذا الفيلم الممل الذي نشاهد وقائعه كل يوم في حياتنا بأن يتم اعتقال المواطن المغفل الذي اعتقدنا بأنه مسكين في البداية لأنه هو وأمثاله هم من يسمحون باستمرار هذه المهازل واعطاء المزيد من الفرص لشاب أرعن، مستهتر، غير مسؤول ليرتكب جريمة أخرى بحق وطنه!!!

4 comments:

luai said...

شيخ ابن شيخ :-)

أخ بس لو يصير معي هالحكي ... الا أخلي الشيخ بلحية بالسجن

بس بجد منظر مطابق للواقع وما كذبت لما حكيتفيلم اردني .. فعلا دايما بصير ونفس النهاية ونفس السيناريو كمان :)

J-2-da-B said...

wow man, i have a feeling this happened for real! ;S

oh, & as for your last note; would you really want to arrest a "brother" just because of the censorship board?! ;S

Whisper said...

مش فيلم...هاد واقع للاسف
و بتكرر دايما حتى لو مش بنفس السيناريو

الله يعطيك العافيه

بالنسبه للفيديو
The real me
طلع جد بستاهل استنا العداد ليخلص :)
هيرو هيرو...ليش الحكي :)

Anonymous said...

hhhhh really thats what always happens ,thats our society with his dumb customs ..always! gr8 article man ;)