Tuesday, October 20, 2009

الله لا يجيب النكد


اذا في يوم من الأيام صحيت من النوم بكير على تلفون من صاحب قديم كنت تعرفه من سنين، وتذكرك اليوم عشان يطلب منك تكفله في البنك عشان ياخذ قرض...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا كنت متجوز بدر البدور ومرتك أحلى منها ما بتلاقي لو مهما تلف وتدور، بس كل ما تصحى من النوم بتلاقي بوزها ممدود 3 شبور...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا يوم كنت رايح على شغلك ورايق وأمورك كلها تمام ولابس حزام الأمان، بس شرطي ابن... حلال وقفك وخالفك عشان الكوشوك تعبان...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا كنت رايح على جامعتك وانت لابس أحلى اشي بخزانتك ومتعطر بأغلى عطر عندك، وركبت في الباص على الواقف وحواليك 72 عامل وافد ريحتهم طالعة وتمسحو فيك وانت طالع وحبو يدعسو عليك وانت نازل...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا صحيت من النوم ولقيت أمك عم تجوح وتنوح ونازلة لطم على الخدود ولقيتها عاملة كل الدراما هاي عشان أخت ابن عم بنت خالة خال أبوها في الرضاعة اللي عمرها ما شافتها أصلاً توفت بالسرطان...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا في يوم من الأيام ابتسمتلك الحياة وتعرفت على بنت أمورة ومحترمة من فيس بوك، ولما استقرت الأمور وطلعت تشوفها بكوفي شوب في عمان وتكتشف انه نص شباب عمان زملاءها ومثل اخوانها وجيران...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا صحيت في يوم وما لقيت اسهم البورصة نازلة بس لاقيت الأسعار كلها مرتفعة وشامطة في السما...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا صحيت في يوم متأخر شوي ولقيت الحمام ومشغول، وبعديها كانت الطريق مسكرة عشان المواطنين حابين يتفرجوا على حادث، وانخصم عليك يوم كامل لأنك تأخرت عن شغلك ساعة...
فإنت أكيد مش رح تتنكد!


وإذا صحيت في يوم وما لقيت اشي يعملك نكد في البيت، وطريقك للشغل كانت ميسرة، وزملاءك بالشغل كانوا عاقلين وما طرقوك ولا اسفين، وانت ضليت عاقل ورصين وكل ما يطلب منك اشي صاحب الشغل تحكي حاضر وآمين، بس في ساعة تذكرت المآسي والكوارث اللي صارت معاك والأسافين اللي أكلتها قبل بيوم...
فإنت أكيد أكيد أكيد... مش رح تتنكد!



Friday, August 21, 2009

BONJOUR


بعد عودتي من سفرتي الأخيرة، استوقفتني الحملة الإعلانية الخاصة بشركة توتال الفرنسية ذات الإسم العريق في عالم الوقود والزيوت الصناعية...

اعجبتني فكرة تلك الحملة التي تركزت أساساً على أكثر كلمة فرنسية تدل على منتهى الرقة والرقي، ألا وهي بونجور تلك التحية الفرنسية التي تجعلك تذوب في مكانك عندما تسمعها من أي شخص ناطق باللغة الفرنسية سواء كان فرنسي أو عربي!

وبحكم طبيعة عملي مع الفرنسيين، تأكدت بأن ليست اللغة الفرنسية وحدها رقيقة بل أن شعبها (الفرنسيين) هم من أرق وألطف الشعوب الذين قد تتعامل معهم في حياتك! فتجدهم صادقين، مخلصين ومتفانيين في عملهم، مهتمون بإرضاء زبونهم إلى أقصى درجة يمكن الوصول لها...

وانطلاقاً من قناعتي هذه، بأن الفرنسيين شعب لا يقبلون بأقل من التميز في أداء أعمالهم، قررت اعتماد محطات بنزين توتال بالاضافة الى محطات المناصير كمحطات وقود معتمدة لدي لتعبئة الوقود لسيارتي؛ فاخترت المناصير بناءاَ على تجربة واخترت توتال الفرنسية بناءاً على الاسم العريق الذي تحمله...!

وفي يوم من الأيام توجهت إلى واحدة من محطات توتال لتعبئة الوقود، وتفاجأت باستقبالي من عند المدخل من قبل أحد عمال المحطة وتوجيهي الى مضخة البنزين، ثم استقبلني عامل آخر عند مضخة البنزين، وكلهم اعتلت على وجوههم تلك الابتسامة اللطيفة التي تشعرك بأنك دخلت أحد الدول الأوروبية...

وكعادتي، ولأني متواضع مثل سيارتي، طلبت من العامل المنتصب بجانب المضخة تعبئة السيارة بعشرة دنانير فقط لأنها كفيلة بإحداث تخمة في خزان الوقود الخاص بسيارتي الصغيرة. ولأن ثقتي عمياء بمحطة ذات اسم عالمي من هذا المستوى، لم أراقب عداد المضخة كما قد أفعل في محطة أخرى كالمنتشرات حول الأردن بكثرة، خوفاً من أن يتم استغفالي وسرقتي!

بعد أن أخذني الحديث أنا وصديقي أثناء تعبئة الوقود، تفاجأت بوجه جديد (مبتسم أيضاً) ويسألني عن القيمة التي طلبتها من العامل...! وعندما اجبته بأني طلبت بنزين بـِ 10 دنانير، قال لي بأن العامل أخطأ وقام بتعبئة السيارة بـِ 12,25 دينار! ولأني أنا من النوع العنيد، ولا أقبل بفرض الأمر الواقع علي أو ممارسة أية ضغوطات غبية ضدي، رفضت وبشدة اعطاؤه أكثر من 10 دنانير! ودون أي مقدمات تلاشت تلك الابتسامة التي قابلني بها عمال المحطة وتحولت الى عبوس وكشرة أردنية من الدرجة الأولى، وذلك اللطف تحول إلى شراسة... وشعرت بلحظة معينة بأن ذلك الشاب كاد أن يصفعني على وجهي لأن رفضت اعطاؤه ثمن غلطة العامل! وقد ذكرني ذلك الموقف بمشهد في مسرحية (الواد سيد الشغال / لعادل إمام) في ذلك المشهد عندما كان إمام يحدث خاله عن حادثة النصب التي تعرض لها من قبل ذلك الشيخ الورع، الذي كان يشع وجهه نوراً وايماناً، وعندما طالبه عادل إمام بحقه تفاجأ بأن ذلك النور الذي كان في وجهه انطفأ وتحول فجأة إلى بلطجي وقال له "انت ملكش فلوس عندي!" وذلك تماماً ما حدث معي حيث شعرت بأن ذلك الشاب هو الشيخ ذاته الذي تدث عنه إمام في مسرحيته....

في الواقع، لم تكن الصدمة هنا! بل كانت عندما طالبت بمقابلة المسؤول عن المحطة بعد أن طلب مني ذلك الشاب التوجه إلى (جورة الزيت) كي يقوم بسحب البنزين الزائد الذي تم تعبئته في سيارتي رغماً عن أنفي! واكتشفت بأن ذلك الشاب هو المسؤول عن ادارة المحطة كما كان مسؤولاً عن تلك المهزلة التي حدثت...

أنا أعلم بأنه من وجهة نظر البعض، كان يجب أ، أدفع المبلغ كاملاً أولاً من باب أنها (مش محرزة، كلها دينارين وربع!) وثانياً أن ذلك البنزين لن أخسره لأنه فعلياً تم تعبئته في سيارتي...

لم يأتي عنادي ورفضي للدفع من فراغ! بل جاء من مبدأ... فأنا لست عاجز عن دفع دينارين اضافيات لبنزين تم فعلياً تعبئته في سيارتي! كما أني أرفض فرض الأمر الواقع على الزبون، وأرفض طريقة التعامل غير المهذبة معه! فلطالما نعلم بأن "الزبون دائماً على حق!" وفضلاً عن ذلك كله فإن تلك الحادثة وقعت في محطة وقود عالمية! وليس في أحد محطات الوقود العادية والمنتشرةة في كل مكان...

عموماً أثبت زياد المناصير بفضل المصداقية في عمله واخلاصه وتفانيه واعتماد أهم المقاييس والمعايير للوصول إلى الأفضل وتقديم الأفضل لزبائنه متغلباً على واحدة من أهم شركات الوقود العالمية! والتجربة خير برهان وإلى الأمام يا مناصير...

Wednesday, June 24, 2009

أرقام قياسية

لا أدري لماذا ارتبط مفهوم نكش أو حفر الكوسا بعادة يمارسها الشعب الأردني وربما الشعب العربي بإفراط، فتجد الكبير والصغير، العامل والوزير، الرجل والإمرأة، كلهم يغتنمون الفرصة المناسبة لممارسة عادتهم المفضلة...

اذا أردنا تعريف مصطلح (نكش الكوسا) نجد أنه تعبير مهذب أو غطاء أخلاقي لعادة نكش المناخير! ونكش المناخير لغةً: هو عادة يمارسها أي شخص بأي وقت يشعر بوجود شيء في الأنف يعيق عملية التنفس... أما اصطلاحاً: فهو عادة قذرة يمارسها الانسان لاستخراج كتلة مخاطية يطلق عليها اسم (بربور أو خنانة) وغالباً ما يميل لونها الى الأخضر المصفر وأحياناً يكون فسفوري، حيث يتم استخراجها باستخدام أصبع السبابة، ويتم تكويرها بالإبهام والسبابة لمتعة أكبر، وتحدث النشوة عند قذف تلك الكتلة بعد أن أخذت شكلها الكروي بعيداً بإستخدام السبابة...

أعتقد بأن موضوع النكش أصبح أكثر من عادة تمارس! بل أصبح رياضة ويجب أن تدرّس ويجب أن توضع قوانينها، ويجب أن نطالب بإتحاد للاعبيها مع حقهم في المشاركة بالألعاب الأولمبية في دوراتها القادمة... وفي صورة أوسع أتخيل هذه الرياضة تنمو وتزدهر مع الأيام على أيدي خبراء النكش الدوليين من أصول أردنية! وأعتقد بأن هذه الرياضة كبير ويمكن تقسيمها لعدة فئات ومراحل... فيمكن أن يكون هنالك تحدي بحجم البربور أو أبعد مسافة يقذف بها البربور، أو تحدي قائم على جمع اكبر كمية من الخنانة خلال فترة محدودة!

وتكون المفاجأة عندما يحطم أحد الأبطال الأردنيين رقم غينيس القياسي في أكبر حجم بربور تم تشكيله، علماً بأن جميع الأرقام القياسية السابقة كانت لأردنيين بحكم خبرتهم الطويلة في هذا المجال...

بكفي لعب ونكش في مناخيرنا ومناخير غيرنا...مللنا من هذه التفاهات وتلك الأرقام القياسية الغبية في أكبر حفلة مشاوي،
وأكبر سدر كنافة، و أكبر كمية برياني في العالم! كفانا تفاهة يا عالم ولننظر كيف بات الجوع يحصد أرواح الكثيرين من حولنا في العالم!


Tuesday, June 23, 2009

شعب حشري

ما زلت أذكر بعض الأمور وكأنها حدثت معي اليوم صباحا وليس قبل صباح 20 عام انتقضت... وربما ما يساعدني على تذكر تلك الأمور ليست ذاكرتي القوية، انما كثر التكرار والذي طال ربما لمدة 12 عام متتالية، تتكرر فيها الأحداث يومياً (ما عدا العطل والأعياد الرسمية). أذكر تلك الجارة الأنيقة المعروفة في حينا وفي كل الأحياء المجاورة، ولو كان الفيس بوك موجود في تلك الأيام اعتقد بأنها لعرفت على مستوى الأردن!

قابلتها في كل يوم دراسي، كل يوم وفي تمام السابعة والربع صباحاً وأنا متوجه الى مدرستي، كنا نتقابل على باب العمارة، فتقبلني بتلك الشفاه المغموسة بأحمر الشفاه الفاقع بعد أن تصبح علي وتسألني نفس السؤال يومياً "بأي صف صرت؟"... بسبب إلحاحها على بذلك السؤال رجعت يوماً باكياً إلى أمي، لأنها جعلتني اعتقد بأن ترفيع الصفوف يتم يومياً وليس سنوياً! إلا أنني لم أستطع في يوم من الأيام التهرب من الإجابة، بل كنت أذبل بعدما تخدرني بتلك القبلة الناعمة وذلك الصباح الجميل وأرد بنفس الإجابة على نفس السؤال كل يوم، وبعد زوال مفعول المخدر وأعود إلى وعي كنت أتمنى لو أنيي صفعتها على وجهها كرد على ذلك السؤال الغبي...

استمر الحال على ذلك حتى وصلت إلى الصف التاسع، وبقيت هي تمارس نفس الطقوس اليومية وبنفس الموعد دون أي تغيير(القبلة الدافئة، الصباح اللطيف و السؤال الغبي!)... حاولت تحليل تصرفها معي بتلك الطريقة؛ ولم أجد في يوم من الأيام أي تفسير منطقي لتصرفاتها! اعتقدت عند بداية دخولي الى مرحلة المراهقة بأنها تتحرش بي جنسياً! الا أنيي وبعد أن نضجت قليلاً أدركت بأن ذلك مستحيل لأنها عجوز شمطاء وتسبقني بأجيال وبأن قبلاتها تلك بدأت معي منذ مراحل متقدمة من الطفولة وذلك ليس بمعقول أن تستدرجني منذ ذلك العمر!

استمر تحليلي لهذه الشخصية الغريبة، والتي اكتشفت مؤخراً أنها مجرد صورة طبق الأصل عن نسبة كبيرة من الشعب الأردني (ذكوراً وإناثاً)، فكلهم يتبعون نفس الأسلوب.... التخدير ثم الوصول الى ما يريدون! ولكل منهم طريقته بالتخدير، فبعض النساء تخدرك بقبلة، وآخرون بكلام معسول، والبعض تمل من كثرة كلامه فتتخدر وتنصاع لما يريد، وبالنهاية كلهم يريدون الوصول إلى نفس المعلومات.... فالصغير يكون نصيبه كالتالي: (شو طبخت أمك مبارح؟ وأبوك شو كان جايب بالكيس الأسود الكبير؟ وأخوك ليش طلع حافي اليوم الصبح؟ وأختك ليش ما نشرت الغسيل الأبيض على الأسطوح؟!) أما المراحل الأخيرة من المدرسة: (كيف دراستك؟ كم جبت بالرياضيات؟ بدك تجيب استاذ للفيزياء؟ كل موز كتير لأنه "بئوي" الزاكرة)! والجامعي: (صاحبت ولا لسا؟ لا ترد على البنات لأنهم بخربوا البيوت! في عندكم إيدز بالجامعة؟!) ولما تتخرج وتشتغل تبدأ المصيبة الحقيقية!!! (كم أعطوك راتب؟ مرتاح بدوامك؟ اخطب بنت المدير ودبر راسك معها! بعطوك حوافز واضافي؟! السيارة اللي جيبتها كاش ولا ربحتها؟!) وحشرية الشعب الأردني لا تتوقف ولله الحمد... حادث سير بسيط، تجد عشرات السيارات توقفت للمشاهدة وتحليل الحادث وتعطيل حركة السير! حريق في مبنى تجد مئات الناس تجمعوا للتصفيق لرجال الدفاع المدني واعاقة عملهم! واذا حاول أحدهم الانتحار يبدء الناس بالتجمع لتشجيعه على الانتحار وتحليل أسباب انتحاره!!!

لا أدري لماذا كتبت هذا المقال...! لكنني أتمنى أن اعود الى طفولتي كي أتلقى تلك القبلة المغمسة بأحمر الشفاه الفاقع من جارتنا العجوز الشمطاء (رحمها الله) والتي اكتشفت مؤخراً أنها لم تكن موظفة في يوم من الأيام كما اعتقدت انا وتصورت في مخيلتي... بل كانت تمارس هوايتها اليومية بشرب فنجان قهوة على الريق كل يوم عند جارة جديدة لتحصد مجموعة من الأخبار وتنقلها لباقي الجيران!

Saturday, June 20, 2009

مندوب كذبات


لا أذكر بيوم من الأيام بأن باب منزلنا لم يقرع من قبل أحد مندوبي المبيعات المتجولين بشنطة مليئة بمعجون أسنان منتهية مدته، أو أجهزة صينية مضروبة، أو أحزمة حرارية مغشوشة للتضعيف... الا أنه و عندما يحين وقت العرس الانتخابي وقبله بقليل تزداد أعداد المندوبين، ويتحولوا من مندوبي مبيعات الى مندوبي كذبات!!!

يقرع الباب، وتفتح الباب بكل سذاجة... يبدأ بابتسامته الصفراء ويبدأ الحديث كالتالي: "مرحبا... معك فلان ابن فلان (الكذاب) مرشح عن الدائرة الانتخابة (العشرطعش)... انا جاي اليوم ومعاي عرض مميز حابب انك تستفيد منه مثل باقي جيرانك اللي سبقوك وأخذوه!) ولأن المواطن الأردني يمتاز بالسذاجة من أعلى درجاتها تجده يقف فرحاً منتظراً سماع ذلك العرض المغري... فيكمل المرشح الكذاب عرضه السحري المتمثل بالتالي: "أستازي أنا جاي اليوم ومعي مفاجأة الموسم... رح أرشح حالي للانتخابات عشان أطالب بزيادة راتبك ورفع الحد الأدنى للأجور لـ 525 دينار، وبدي أطالب بتأمين وظيفة محترمة لابنك الكهربجي في السلك الدبلوماسي، وبنتك الوسطانية اللي بتدرس في التدريب المهني رح اعطيها مقعد في الجامعة الأردنية عشان تدرس طب أسنان..." يفرح المواطن، وتجد ابتسامته رسمت من الذان للذان (كنايةً عن مدى الفرحة) وتجده عاجزاً عن الكلام أمام هذا العرض المغري، ويسأل بكل سذاجة ولسانه ملعثم: "طب طب طيييب أنا شو المطلوب مني؟" فيعود مندوب الكذبات ويجاوب بكل براءة "ما عليك الا انك تسوطلي يوم الانتخابت وهي رقم الموبايل الشخصي تبعي... "

وما هي الا أيام والعرس الديمقراطي يبدأ... وفي ذلك اليوم يحتار المواطن بتلك العروض التي انهالت عليه في الأيام السابقة، ومع أن العروض هي ذاتها إلا أن جميع مندوبي الكذبات عرضوها هي ذاتها عليه وعلى غيره من المواطنين... يختار أحدهم ويضع اسمه في صندوق الاقتراع، وعندما يخرج من القاعة تراه يحلف أيمانا لكل مرشح بأنه قام باختياره هو! وبعد ظهور النتائج ونجاح أحدهم... تبدأ حملت المطاردات وراء تلك الوعود الكذابة، فرقم الموبايل أولاً تغير... ومكان السكن المعهود لم يعد يتواجد فيه، وفي المجلس دائماً مشغول ولا يستقبل الضيوف، والراتب بدلاً من أن يزيد تم الاقتطاع منه لتغطية النفقات الاضافية لمرشحنا الكريم... وبدلاً من تأمين وظيفة لإبنه العاطل عن العمل، انضم ابنه الثاني الى سوق العاطلين عن العمل لصرف المزيد من الهدايا والاعطيات لنائبنا المحترم!

في المرة القادمة لا أريد أن أمارس حقي كناخب... أريد أن أمارس حقي كمواطن يخاف على وطنه وحريص على مصالح اخوته... في المرة القادمة لا أريد أن أنتظر في البيت حتى يأتيني مندوبي الكذبات ويوهموني بعروض ووعود وخيالات! أريد أنا أن أقرع الأبواب، أريد أن أجد كل عروب صبح وخالد محادين، أريد مجلس نواب نظيف يدافع عنّا ويطالب بحقوقنا... لربما عروب كانت محظوظة لأنها لم تتأهل لدخول المجلس الحالي، الا أنني أعرف تماماً بأنها هي ومثلها كثيرين خارج أسوار المجلس حريصون على مصالحنا أكثر من الذين بداخله... لا بل هم مجرد حريصين على مصالحنا، لأن المقارنه هنا لا تجوز، فقد نسيت أن نوابنا الحاليين ليسوا الا مجرد أشخاص باعونا الكذب من قبل وما زالوا يمارسون الكذب ولم يحرصوا ولن يحرصوا على مصالحنا لو مهما طال الزمن...

لا أريد أن أنتخب... بل أريد أن أجدهم أولاً...

Tuesday, June 16, 2009

صيّف وكيّف

ما يعجبني في يوم السبت هو النشاط الزائد فيه... فبعد يوم من الراحة (بالذات لمن هم مغضوب عليهم وأيام العمل لديهم ستة أيام في الأسبوع) تستقبل يوم السبت بجرعة زائدة من النشاط نظراً لحيوية هذا اليوم... وشخصياً من أكثر الأمور الشاقة التي أقوم بإنجازها يوم السبت هو تقليب صفحات الجرائد الاعلانية الأسبوعية والتي تتعمد معظم الصحف أن توزعها يوم السبت لسبب لا أعرفه أنا! فتجد نفسك تكرر نفس الاعلانات في أكثر من خمس جرائد بنفس اليوم دون أي اضافة او تغيير!

صدقاً أستمتع بتقليب تلك الجرائد، واتسلّى بقراءة تلك الاعلانات الغبية التي توعدك بأنقاص وزنك 15 كلغ خلال شهر، وتستهويني عروض محلات الملابس التي تبيع البدلات الفاخرة من أيام الحروب الصليبية ولم تنتهي بعد تلك البدلات الفاخرة، ولكن بسبب تفتح ذهن الزبون المغفل تم استحداث بدلات فاخرة جداً فتجد العرض المغري (بدلة فاخرة جداً + قميص أجنبي فاخر عل آخر + ربطة + حزام + جرابات صيني نخب أول + كندرة جلد طبيعي + كلسون قبة خنق) بـ 35 دينار فقط!!!

والأهم من هذه الاعلانات عن المطاعم والملابس واستحضار الخادمات والأثاث المستعمل... إلخ، اعلانات الشركات السياحية ذات العروض الخيالية... فتجد أن الصغير قبل الكبير والغبي قبل الذكي والجاهل قبل المتعلم يلاحظ بأن جميع هذه الاعلانات تحتوي على نفس البرامج وبنفس الأسعار وكأنها نسخة موحدة لجميع الشركات مع تغيير اسم الشركة!

ليست المشكلة بالأسعارالمعلنة أو بالبرامج، المشكلة هي في الصدمات التي يبدأ بتلقيها المواطن المسكين بمجرد دخوله الشركة! فبسبب ضيق الحال المادي وبسبب تراكم الضغوطات تجد المواطن كالغريق الذي تعلق بقشة عندما يجد بأن السعر المعلن لقضاء عطلة صيفية مميزة في أحد البلدان العربية بـ 59 دينار فقط! فتجد أول الصدمات التي يتلقاها بأن عليه أن يدفع مبلغ 20 دينار وذلك بدل خدمات ومصاريف أخرى، وطبعاً هذا البند لم يكن وارداً في نص الاعلان! فتجد المواطن محرجاً ويدفع دون تفكير (لأنه المبلغ مش محرز!).

الضربة الثانية التي يتلقاها المواطن تلك عند الحدود الأردنية والبعض منهم يكون مهيء منهم لتلك الضربة، الا وهي ضريبة المغادرة. أما الضربة الثالثة عندما تجد نفسك في فندق غير الفندق الذي حجزت فيه، أو في منطقة غير المنطقة اللي طلبتها وفي أحسن الأحوال في غرفة غير التي اخترتها عند ابرام العقد! وتستمر الضربات وصولاً الى الضربة القاضية... عندما تجد نفسك مطالباً بدفع مبلغ من المال كرسوم جانبية عن كل رحلة داخلية في ذلك البلد بحجة أن السعر المعلن لم يكن شاملاً لهذه الرحلات!

شخصياً، أصبحت انا مخضرماً في التعامل مع شركات النصب هذه،،، لكن صدمت فعلاً عندما توجهت قبل أسبوع للحجز في أحد الرحل السياحية لأجد أن هنالك بند اضافي جديد وبخط صغير في آخر العقد (الأسعار غير شاملة اكرامية السائق والدليل السياحي) أي وبصريح العبارة انت مطالب بدفع هذه الاكرامية كخاوى بالاضافة الى كل المصاريف التي دفعها وسوف يدفعها!

Monday, June 15, 2009

أكلك حلال؟


شدتني الحملة الاعلانية التي تبث على شاشة mbc بعنوان (أكلك حلال؟!) حيث صوَرت تلك الاعلانات وبعدة مشاهد كيف أن الناس فقدوا صفة الاخلاص في العمل، فباتوا يأكلون الحرام، دون ان يكترثوا لما اقترفت وتقترف ايديهم كل يوم!

اعجبتني تلك الاعلانات وشدت انتباهي، و أراهن بأنها شدت انتباه الكثيرين غيري، على الرغم من أن محتوى هذه الاعلانات مخيف ومنفر، خاصةً عندما نرى أحدهم يأكل ويتحول الطعام الى جمرٍ في جوفه دون أن يحس بذلك متناسياً كيف جنى تلك الأموال...

اعلان قوي بكل معنى الكلمة، وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت له من المجتمع الخليجي معتقدين بأنها رسالة موجهة لهم فقط، إلا أن الاعلان هو عبارة عن رسالة موجهة لكل انسان يأخذ شيئاً بغير وجه حق. ولكن للأسف غاب هذا الاعلان عن فئة أخرى من الناس، أو ربما تغيبوا عنه عمداً كالنعامة التي تغمس رأسها في التراب هروباً من واقعهم وليجدوا أي حجة ليستمروا في أعمالهم القذرة التي يعتاشون منها.

ومن الفئات التي تغيبت عن هذا الاعلان عمداً، كالطالب الذي تمارض يوم امتحانه لانه لم يدرس، السادة النواب الأفاضل! لقد تغيبوا عن هذه الاعلانات وكلي ثقة بأنهم لو شاهدوها لاعتدلوا وتوقفوا عن ظلمهم للناس. فوالله انتخبناهم ليكونوا ممثلين لنا في مجلس النواب لا ممثلين علينا! أشك في أنهم شاهدوا هذه الاعلانات، فلو شاهدوها لتوقفوا عن نهب المواطن وسرقة الوطن!

أعلم أنه لا جدوى من الكتابة حول هذا الموضوع لأنهم لا يقرأون، ولو قرأو لا يفهون، ولو فهمو فلن يحركوا ساكنا كما اعتادو من قبل... لكنني أعلم بأن الله مجيب للدعاء، فما بالكم من دعاء المظلوم! فنحن شعبٌ ظلم نفسه باختيار هؤلاء (........) ليصونوا اموالنا ويطالبوا بحقوقنا!

وما زلت أؤمن بما قاله أبو القاسم الشابي:
اذا الشــعــب يومــــا أراد الحيـــــاة فلا بــــــد أن يستـجـيــــب القــــدر


Thursday, June 11, 2009

فيلم أردني / جاهة كريمة

المشهد الأول:
الموقع: أحد ضواحي العاصمة عمان، وتحديدا على دوار في أحد الأحياء بالقرب من سوق ذلك الحي.
الفكرة: احتفالات الشباب بأحد المناسبات الوطنية...
السيناريو: بطريقته الخاصة، يدخل شاب عشريني الى الموقع بسيارته المزينة بالأعلام ليحتفل بطريقته المتهورة واللامسؤولة من خلال التخميس والتفعيط... ولأنه فرح جداَ ويريد أن يثبت لأقرانه بأنه (مقلّع) وقادر على الاحتفال كيفما يريد، يقتحم أحد الدواوير معاكساَ للسير مخالفاً القوانين، ليفاجأ بمواطن مسكين يعترض احتفاله اللامسؤول!
يفقد السيطرة على المركبة بسبب تشحيطه وتخميسه فيتسبب بحادث كاد أن يقتل ذلك المواطن، وتشاء الصدف أن أحد دورية الشرطة تصل الى موقع الحادث بمحض الصدفة وتوقف الشاب الأرعن الذي لاذ بالفرار على مقربة من موقع الحادث. فيقف الشاب الأرعن بعيداً يسب ذلك المواطن ويشتمه لأنه اعترض احتفاله بتلك المناسبة، ويلوذ بالفرار مجدداً أمام أعين رجال الأمن!


المشهد الثاني:
الموقع: نفس موقع الحادث
الفكرة: صبر المواطن وايمانه بأن القانون يجب أن يأخذ مجراه...
السيناريو: بعد انتظار قارب الثلاث ساعات في انتظار معالي دولة مندوب الحوادث لمعاينة موقع الحادث ورسم مخطط كروكي، وبعد مهاترات وتهديديات من فزعة السائق الأرعن الجبان الذي هرب من مواجهة فعله المشين، يصل السيد مندوب الحوادث ليصور السيارة ويطلب من المواطن المسكين التوجه الى المركز الأمني لتقديم بلاغ رسمي!



المشهد الثالث:
الموقع: المركز الأمني.
الفكرة: العدالة...
السيناريو: بخطى ثابتة، يدخل المواطن الى المركز الأمني، وبكل ثقة يتقدم بشكوى رسمية ضد ذلك السائق الأرعن، مقدماً كافة التفاصيل عن ذلك السائق وسيارته... مؤمناً بعد وعود رجال الأمن بأن الجاني سوف ينال عقابه، وأن الجاني يجب أن يكون عبرة لمن لا يعتبر بعد تصرفه اللامسؤول تجاه نفسه وتجاه المجتمع!


المشهد الرابع:
الموقع: المركز الأمني.
الفكرة: أجا الفرج...
السيناريو: بعد مرور 24 ساعة من الانتظار، وبعد عدة زيارات للمركز الأمني، يتوجه المواطن مرة أخرى الى المركز الأمني لكي يطمئن على مجريات الأمور وليعرف أي جديد بخصوص ذلك الحادث!
يكتشف المواطن المسكين بأن شيئاً لم يحدث إلى الآن، وأن الأمور ما زالت كما هي (مجرد شكوى على ورق) وذلك لأن الجاني مدعوم من عزوته في المركز الأمني من أقاربه!
وبإخبار رئيس المركز الأمني عن الحادث، يأمر وفوراً بتحريك دورية شرطة لإحضار الجاني... فيطمئن قلب ذلك المسكين، ويشدد بأنه لن يغقر لذلك الأرعن لكي يتعلم بأن أرواح المواطنين ثمينة لا تقدر بثمن وليست مجرد لعبة بين يدي شاب طائش!



المشهد الخامس:
الموقع: أحد صالات المركز الأمني.
الفكرة: الجاهة الكريمة!...
السيناريو: فور صدور أوامر البيك قائد المركز الأمني بإحضار الجاني، تصل اخبارية الى أهل السائق الأرعن بأن ابنهم في خطر! وفجأة تمتلئ صالة المركز الأمني بشيوخ ووجهاء عشائر ورجال دولة ومناصب كلهم يمثلون عطوة أو جاهة للمواطن المسكين ليصفح عن ذلك الشاب الطائش الذي كاد يودي بحياته الى التهلكة...
بعد مناقشات طويلة واسترحامات كثيرة مليئة بالجمل المكررة من ذات الأسطوانة المشروخة (انتو شيوخ ولاد شيوخ) و (الأجاويد بيمونوا على الأجاويد) و (انتو السكين واحنا اللحم) و (هذا ولدنا ممعوط الذنب عندكو اكسرو خشومه)... الخ، وبعد كل تلك النقاشات يبدأ أحد أعضاء الجاهة الكريمة بالكشف بأن الطرف المجني عليه من (ضلوع الرقبة) و بأن والده رجل طيب ومن أسرة كريمة متسامحة و بأنهم (عيال حمولة وحدة) ومحسوبين على بعض... فتعلو تلك الابتسامة الصفراء على أوجه الحاضرين جميعاً متفقين بأن الصلح خير دائماً وكل تلك الجمل المنمّقة الكاذبة، لينتهي المشهد بتمزيق الشكوى وكأن شيئاً لم يكن لأن هذا الولد الأرعن هو أيضاً ولدٌ لأسرة كريمة من أب و أم فاضلين، لكنهم أغفلوا بأن تنشئة رجل لا تكون بمخالفة القانون والاعتداء على حقوق الغير ليعبر عن فرحه، بل تكون بانتمائه الصادق لوطنه والتزامه بالقوانين واحترام الآخر...

* أرغب بإضافة مشهد لكسر تلك الرتابة في هذا الفيلم الممل الذي نشاهد وقائعه كل يوم في حياتنا بأن يتم اعتقال المواطن المغفل الذي اعتقدنا بأنه مسكين في البداية لأنه هو وأمثاله هم من يسمحون باستمرار هذه المهازل واعطاء المزيد من الفرص لشاب أرعن، مستهتر، غير مسؤول ليرتكب جريمة أخرى بحق وطنه!!!

Monday, June 1, 2009

ديتول... حتى تكوني متأكدة

بعيداً عن موضوع متابعتي للتلفزيون لمشاهدة برنامج معين أو فلم ما... فأنا مثلي مثل أي مشاهد أجبر دائماً على مشاهدة مجموعة من الاعلانات قد يزيد وقتها عن مدة عرض الفيلم!

قطاعات حكومية وخاصة، شركات كبيرة وصغيرة، مجالات واسعة، خدمات ومنتجات، كلها يروج لها من خلال تلك الاعلانات... ولأن المشاهد العربي ساذج (وأولهم أنا) فإن الكثيرين منا يتوجهون لشراء تلك المنتجات لمجرد ظهور اعلان لها على شاشة التلفزيون بطريقة تلفت النظر... ولأنا هذه الاعلانات تتكرر مئات المرات على مسامعنا فإنها أخذت تغير عاداتنا وأصبحت جزء من حياتنا غير قادرين على الهرب منها!

فتحولت المحارم الى فاين، وفوط الأطفال إلى بامبرز، ومبيض الملابس الى كلوركس،،، وأسماء كثيرة تحولت الى اسم منتج مشهور وعريق، وبعد نجاح باهر على حساب المستهلك الساذج! الا أن ما أرفضه في بعض دعايات هذه الأيام أنها أخذت تستخف بعقلية المشاهد أكثر فأكثر، ولا أدري إلى أين سيصل بها هذا الاستخفاف! فعندما يقتحم عالمك ذلك الاعلان بمشهد مجموعة من الأطفال تغسل أيديها بالماء والصابون بشكل جماعي تعتقد بأن الموضوع صحي وذو هدف أخلاقي... لكن عندما يتحول المشهد الى أحد أولئك الأطفال ويبدو جلياً أنه طفل "هرش" عمره يقارب العشرة أعوام ويخبر أمه فرحاً بأنه تعلم كيف يغسل أيديه بالماء والصابون! سألت نفسي.. اذا تعلم الآن أن يغسل يديه بالماء والصابون، هل كان يغسلها من قبل بالبول والصابون؟

لم نصل الى هذه المرحلة من السذاجة لكي تعرضوا علينا اعلانتكم بهذه الطريقة السخيفة! وما أخاف منه فعلاً أن تقوم احدى شركات الفوط النسائية بعرض دعاية على نفس مبدأ دعاية ديتول (حتى تكوني متأكدة 100%)...

Sunday, May 31, 2009

ستار أكاديمي سيكس!


وصل برنامج ستار اكاديمي في موسمه الحالي الى مراحله الأخيرة كما اخبرني بعض الأصدقاء... للأسف لم أتمكن هذا العام من مشاهدة هذا البرنامج الجماهيري كما اعتدت في السنوات المنصرمة وذلك بسبب انشغالي طوال الوقت في عملي... إلا أنني لا أننكر اني تمكنت من مشاهدة بعض اللقطات بمحض الصدفة (المقصودة)!

لا أدري ما الذي يميز ستار أكاديمي لهذا العام... ترى هل تغير هذا البرنامج بسبب حظي التعيس لأني لم أعد أملك الوقت الكافي لمشاهدته؟! أم أن هنالك شيء جديد في حلة وسياسة البرنامج؟! لقد كانت أهم الملاحظات التي وجدتها (وأعلم بأني لست ناقد أو خبير!) ويستطيع أي بائع خردوات أن يلاحظها، أن البرنامج لهذا العام كاد أن يخلو من أصوات صالحة للغناء، فبدى لي من تجعير الطلاب وصراخهم بأنهم من أصحاب السوابق في سوق الخضار المركزي... وأنا لا أنكر بأن البرنامج في أجزائه الخمسة السابقة احتوى على أصوات مخزية، الا أنها لم تكن منفّرة وخرّجت الأكاديمية أصوات جميلة يمكن الاستماع اليها...

المقتطفات التي شاهدتها من هذا البرنامج في موسمه الحالي، لم يخلو أحدها من حركة نص كم! فكان لا بد من غمزة وربما لمسة،،، وأحياناً يتطور الموضوع الى عبطة وبوسة! وفي كل مرة كنت أشاهد فيها هذه اللقطات الحميمة أسأل نفسي: "اذا على الكاميرا بعملوا هيك... طيب شو بيعملوا من وراها؟!"

أنا متأكد من أن مدام رولا (رضي الله عنها) في هذا الجزء من ستار أكاديمي أرادت تطبيق سياسة جديدة ومفهوم معين، بحيث يظهر البرنامج بصورة شبه كاملة مع التأكيد على أن يكون اسم البرنامج مطابق تماماً لمحتواه في موسمه السكسي، عفواً... أقصد موسمه السادس!

فهنيئاً لكم يا عرب بـِ (ستار أكاديمي سيكس)...

Monday, May 25, 2009

عبدة أموال


و أنا صغير سمعت كثيراً عن أناس يعبدون النار، البقر وكثيراً سمعت عن أناس يعبدون الشيطان! وإلى يومنا هذا ما زلت أسمع عن هذه الفئة من الناس... أخبرني والدي في يوم من الأيام بأنه رأى مجموعة من عبدة الشيطان التي تعيش في العراق، وقد عرف القليل عن مبادئهم... فيخبرني والدي بأنه علم أن سبب عبادة هؤلاء الناس للشيطان بسبب خوفهم منه ومن أذاه وليس حباً فيه... يعبدون الشيطان حتى يتفادوا شروره... وفي مجالسهم او على مسامعهم حتى، ويلاً له من يسب أو يلعن الشيطان.... فهم يعتقدون أنك تستثير غضبه بهذه اللعنة التي قد تسبب الكثير من المشاكل الذين هم بغنى عنها!

ليس هذا الموضوع الذي أمسكت بقلمي لأكتب عنه! فإذا رجعنا إلى العنوان، نجد أنه (عبدة أموال)... أنا متأكد بأن أحدكم لم يسمع عن هذه العبادة من قبل... لكنني متأكد أيضاً بأن كثير منكم يتعاملون ويرون عبدة الأموال كل يوم... فهم في كل مكان تقريباً... على شاشات التلفزيون، في الوزارات، مجلس النواب، أصحاب المواقع والنفوذ، مدراء الشركات وأصحاب رؤوس الأموال... تلك الطبقة المخملية (الا من رحم ربي!) التي استباحت دم الشعب وحللت كل ما هو محرم لتسمين كروشهم ولجني المزيد وضمها الى ثرواتهم... ففي عبادتهم، الغاية تبرر الوسيلة! فهم يذبحون ويقتلون، يشردون ويرمّلون، ينهبون ويسرقون... كله في سبيل جني المزيد من الأموال...

يتظاهرون بالأخلاص ويلبسون قناع البراءة، ويتقنوا دور القنوع... يجلسون في مكاتب تعلوها لوحة (هذا من فضل ربي)... متناسين أنهم يعيثون في الأرض فسادا... استعبدوا الناس وسخروهم كعبيد... يعملون ليل نهار هؤلاء العبيد لينالوا قوت يومهم وهم يزيدون ثراءا... يعملون ليل نهار وتسقط جثثهم واحد تلو الآخر فيتعالون على جثثهم للوصول الى القمم وجني المزيد المزيد من الأموال...

عبادة الشيطان وجدت لتجنب شر الشيطان! وعبادة المال جاءت بما هو أسوأ من شر الشيطان! حرروا انفسكم أيها المنافقون الكذابون... حرروا انفسكم يا أيها المتعالون الوصوليون... حرروا أنفسكم يا من حللتم الحرام للوصول الى مبتغاكم... حرروا أنفسكم وطهروها من عبادة قتلت قلوبكم وجعلتكم تنسون من انتم واين كنتم!

*ملاحظة: هذه المقالة موجهة فقط لعبدة المال! ومثل ما بحكي المثل : "اللي على راسه بطحه بحسس عليها"!

Saturday, May 16, 2009

زمن الشقلبة



لا أريد الخوض حول موضوع التلفزيون الأردني وبرامجه التي باتت مؤخراً محط استياء شريحة واسعة من الشعب الأردني، وانعكس ذلك من خلال مقالات العديد من صحفيين ومدونيين يشكون ويتذمرون من تواضع أداء التلفزيون الأردني في أداءه الآخذ بالتراجع يوماً بعد يوم...

التذمر من بعض البرامج أو الأداء العام للتلفزين هي مسألة أذواق! فأنا واثق من أن هنالك العديد ممن يتابعون شاشة التلفوين الأردني ويحبون برامجه... لكن ما أود طرحه أنا هي قضية تعبر عن غلطة تعكس ربما اهمالاً أو جهلاً من الجهات المسؤولة!

المتابع للتلفزيون الأردني وبالذات للنشرة الجوية يكاد لا يلاحظ فداحة الغلطة المرتكبة بحق التوزيع الجغرافي لأهم محمية طبيعية في الأردن، ألا وهي محمية (ضانا) الواقعة في جنوب محافظة الطفيلة.

من هو الشخص الملام على هذا التقصير؟! على من تقع مسؤولية تغيير موقع محمية ضانا على الخارطة الطبيعية للأردن؟ فبقدرة قادر انتقلت هذه المحمية من جنوب محافظة الطفيلة على حدودها مع محافظة معان الى شمال المحافظة لتصبح محاذية لمحافظة الكرك!!! من هو المسؤول عن هذا الإهمال واللامبالاة الذي تم فيه نقل محمية من مكانها بمقدار 60 كلم باتجاه الشمال!

بعد متابعة الموضوع من قبل جهات مختصة في محافظة الطفيلة مع التلفزيون الأردني وعند تنبيههم لهذه الغلطة الفادحة، ردوا بأن هذه النقلة "مو فارءة" ...! مضى على بداية المتابعة ما يقارب الشهرين وغلى الآن يعتبر التلفوين الأردني أن هذه النقلة (مو فارءة)! تغيير موقع جغرافي لمنطقة ما على خارطة المملكة المعروضة على شاشة التلفزيون الرسمي للملكة الأردنية الهاشمية (مو فارءة)... فلا عجب إذاً إذا وجدنا مادبا اصبحت على الحدود مع الجمهورية العربية السورية! ففي زمن الشقلبة أصبح كل شيء ممكن!

للمزيد من المعلومات عن ضانا، يرجى الاطلاع على الرابط التالي:
http://batirw.jeeran.com/arabic/archive/2006/7/73519.html

Sunday, May 10, 2009

عوج


• سيارة اسعاف تسير بأعلى سرعة وصوتها يصدح يملأ المكان وأضوائها تشير الى خطورة الحالة... لتجد أن السائق في عجلة من أمره لتبديل أسطوانة الغاز!


• طبيب يرتكب خطأ أثناء اجراء عملية جراحية، والمريض يصاب بعاهة مستديمة، ويكون الرد "قضاء وقدر"!


• طبيب بعد طبيب، وممرض بعد ممرض يتعرضون للضرب من قبل المرضى أو مرافقينهم، ونقابة الاطباء ووزارة الصحة تصدر بياناً "ان ظاهرة الاعتداء على الاطباء اخذة بالازدياد ويجب الوقوف عندها وايجاد قانون رادع لحماية الاطباء" ولم نرا شيء على أرض الواقع الى يومنا هذا!


• مواطن مسكين يتعرض للدهس من قبل سائق يدفع كل ما يملك حتى يصفح عنه ذلك المواطن، والمشكلة أن ذلك المواطن عبر الشارع من تحت جسر المشاة!


• حادث بعد الحادث... أرواح تزهق وأموال تهدر... ولكن ننسى بأن المحروس (الله يرحمه) كان قد حصل على السيارة كهدية من البابا لخروجه سالماً من المستشفى بعد الحادث الأول!


• شارع طويل عريض... أنشأ على نمط بعض الشوراع الأوروبية المخصصة للمشاة، وتنصدم عند مسيرك في هذا الشارع عندما تجد أحدهم يلقي القمامة بجانب سلة المهملات، وعندما تسأله عن ذلك يرد "هي أجت علي أنا!"...


• امرأة محترمة زوجة رجل محترم، تنصدم عندما تجدها تلقي القمامة من البلكون، وعندما تسألها عن ذلك تقول "خلي عمال البلدية يشتغلوا" كأنه في إشاعة مفادها ان عمال البلدية يستمتعون بقراءة الصحف اليومية في مكاتبهم!


• نطالب بالحرية وننادي بالديمقراطية... وعندما نصل لحقوق المرأة، نقول بأن حقوق المرأة من رجس العولمة والانفتاح على العالم!


• نطالب بحقوق الحيوان، ونسينا أن هنالك أطفال يموتون من تعذيب أهاليهم!


• نستغرب تخلفنا وتأخرنا عن العالم وعدم مواكبتنا لركب التطور، وننسى بأن بعض الخريجين يحصلون على شهاداتهم دون أن يبذلوا أي جهد للحصول عليها!


• نستغرب بأن بعض مدارس الحكومة لا تخرج فنانين أو على الأقل طلاب يمتلكون المهارات الأساسية للرسم، ولكننا ننسى بان حصة الفن تتحول بقدرة قادر إلى حصة لحل الواجبات المنزلية!


• ننتظر من قرى بعض المحافظات أن تخرج أعداد كبيرة من المتفوقين، لكن ننسى بأن مدرس الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية هو تخصص (علوم أرض)! إلا من رحم ربي...


• شاب أدمن على الكحول وأحب تجربة المخدرات... نسب ونلعن الحكومة التي لا تسيطر على هذه الظواهر، وننسى أن تربية الأهل هي خط الدفاع الأول!


• قانون تم تطبيقه في دول عديدة منذ زمن، وتمت دراسته في الأردن منذ زمن أيضاً! وبعد أن تم اقرار قانون (ممنوع التدخين في الأماكن العامة) نجد أن القرار ساري فقط على زوار الشركات والموظف يمارس هوايته بنفث دخائن السجائر تحت لافتة (ممنوع التدخين تحت طائلة المسائلة القانونية)...


• شخص بل أشخاص تعرضوا للنصب بطرق عديدة... من أهمها وجود الدفائن والكنوز! قصص كثيرة لم نتعلم منها، والأهم أن "القانون لا يحمي المغفلين"!


• شخص ملتزم ومتمسك بدينه... صلاة وصوم... لكن يعتقد بأن سرقة مال الدولة حلال!


• نبذ العنصرية وانتقاد الطائفية... وفي أقرب مناسبة تجده يقول "احنا للي عمرنا البلد وانتو طول عمركم بدو ورعيان غنم!" والأسوء، عندما يرد الآخر مرتديا الشماغ الأحمر بقوله "الحق على اللي أعطاك جواز السفر" وكأنه من ورثة أبوه!

Sunday, April 12, 2009

محاولة باءت بالنجاح


حددت المكان وتشعبطت لحتى وصلت اعلى اسطوح في عمان، وبأقل من ساعة التمو عليها الناس والجيران...

هاي هي قصة صاحبيتنا (جيهان)! فقد تصدرت هذه الفتاة عناوين الصحف، وكان لها نصيب الأسد من نشرات الأخبار المحلية والعالمية بظرف ثلاث ساعات عملت فيهم حركتها الشقية! على الرغم من انه كثير من الناس وبالذات المسؤولين في طور النمو او خلينا نحكي في المراحل الأولى من تكوين أي مسؤول بتلاقيهم بيموتوا لينكتب عنهم سطرين في أحد صفحات أو ملحقات الجرائد اليومية أو حتى في صحف الفضائح الأسبوعية!

ما علينا... من مبارح لليوم تضاربت الأنباء عن سبب محاولة انتحار جيهان... ناس بتقول عشان حبيبها، وناسب بتقول فيش مصاري بجيبها! وكل واحد بقول سبب شكل!

أنا برأيي الناس فهموا جيهان غلط! مين قال انها حاولت الانتحار؟! بس احنا للأسف تعودنا انه ناخذ الأمور من قشرتها ونحكم على الأمور بسطحية... ليش اعتبرناها محاولة انتحار فاشلة؟! أنا برأي اللي عملته جيهان كان عبارة عن محاولة ناجحة للفت للأنظار... لو على بالها تنتحر كان اخترات مكان أبعد شوي عن مبنى وكالة الأنباء (عشان تموت براحة)! لو على بالها تنتحر كان اختارت مكان أبعد عن الدفاع المدني (عشان ما حدا ينقذها)! ولو على بالها تنتحر كانت اختارت مكان أهدى من دوار الداخلية (عشان ما حدا يضايقها)! لو على بالها... كان نطت من غير ما تطلب تلفزيون يصور ولا جمهور يشجع!!!

نجحت جيهان مع مرتبة الشرف... تلفزيونات، اذاعات، صحف و مواقع محلية وعالمية تابعوا مغامرتها وغطوا أحداثها... نجحت مع مرتبة الشرف وما بقي غير انه الجزيرة تستضيف عبدالباري عطوان لحتى يوضح العلاقة بين انتحار جهان و القراصنة الصوماليين او ينفي العلاقة بين انتحارها و الحرب على العراق!

ابدعت يا جيهان... و اعتقد بأنك حققت ما أردت من هذه المغامرة... أبدعت يا جيهان ولفت النظر الك أكثر من مسؤولين كثير بطبلوا وبزمرو على الفاضي والمليان عشان يصحلهم لقاء صحفي او مقابلة تلفزيونية!

في سؤال أخير ضل بنفسي، الشيبس والمي اللي اجوها كانوا على حساب ميييييييييين؟؟!

Thursday, March 26, 2009


احترت في عنوان ابدأ به ما اكتب!ومن حيرتي قررت أن اترك العنوان فارغ، تسطرونه بما ترونه مناسباً، فلعل المحتوى هو أهم بكثير من مجرد عنوان!

صديق قريب، بل هو أكثر من صديق!أخ لي، يرافقني منذ زمنٍ بعيد، ولربما تعتقدون أنني أبالغ اذا قلت بأني لا أقوى أن أعيش دونه! لطالما كان هو مرشدي وعوني وسندي في مشاكلي وأحزاني (حتى وان سبب لي بعضٌ منها!). كما أنه شريكي في فرحي الذي سعى جاهداً لرسم ابتسامة على شفتي، ونجاحي الذي ما فتئ يضعني على سلم النجاحات!

مقدمة طالت قليلاً، لكنه يستحقها فعلاً، ولكن ما يستحقه مني الآن فعلاً مساعدةٌ حقيقية له في فراغ يعيشه الآن ومنذ قدم، لكنه لم يفصح عنه من قبل! عندما بثّ مشكلته إلي باتت مشكلتي ولم أتكمن من الهرب منه أو منها بحكم رابط روحي يجمعني به ولا يفرقني عنه أبداً... وأقر هنا واعترف أمام الجميع بأني على أتم الاستعداد لتقديم كل العون والمساعدة، تقديم أي شيء بل كل شيء يحتاجه ليتخطى هذه المرحلة، التي لم يعش غيرها أصلاً، ويصل إلى ما يصبو إليه. ذلك الرفيق، الصديق، بل الأخ الذي لازمني طويلاً ولم يتركني للحظة!

مشكلته تمثلت في أمنيات! فكم من الصعب عندما تتحول أمنياتك الى مشكلة، و الأصعب أن تكون تلك الأمنيات هي مجرد حقوق بسيطة واجبة لك كأي انسان آخر يعيش على وجه الأرض! أمنياته باتت حيرتي... وحيرتي عادت وتحولت الى أمنية... "أن أكون ذا قدرة على تحقيق الأماني" أو أضعف الايمان أن أحقق بعضها! ولكن كم كما يقال... "العين بصيرة و الايد قصيرة!".
أمنياته بسيطة، وهذا ما جعلني أشعر بالحسرة أو لربما شعرت بضعفي، فعلى الرغم من بساطة أمنياته إلا أنني إلى الآن لم أتمكن من مساعدته!

بساطة أمانيه جعلتني أشعر بمدى ضعفي وتقصيري بحق صديقي وبحق نفسي... فأنا أؤمن بأن خدمة الآخرين هي مجرد تهذيب للذات وصقل للشخصية، كما أنها متطلب أساسي لحياة سليمة!أمنياته التي هي مجرد حقوق نمارسها كل يوم دون أن ندرك قيمتها، أمنيات أقف أمامها مكتوف الأيدي عاجز عن تقديم العون!
يحلم ببيت بسيط...
وكثيرون منا يعيشون في شقق فارهة أو ربما أشباه قصور!

يحلم بعائلة حقيقية...
وكثيرون منا لا يدركون أهمية أهل يسألون ويهتمون!

يحلم أن ينام على سرير دافئ...
وكثيرون منا ينامون على ريش نعام!

يحلم أن يستيقظ بهدوء...
لا أن يفيق على أصوات صراخ بين ما يسمى أفراد أسرة ممزقة!

يحلم ويحلم ويحلم...
يحلم أن يعيش بسلام في عالم تركه وحيداً يصارع اللا شيء في الظلام!

أحلام كثيرة سردها لي، وكلها كانت بسيطة!وأنا لم أحرك ساكناً! لا ألوم نفسي، فهنالك أمور لا أقوى عليها، وهنالك أمور لا أمتلك السلطة لتغيرها! ولكني أحترق من داخلي لرؤيتي لشبابه الذي بات مجرد اسم لانسان عانى الكثير ونسي أن يعيش ذلك الشباب! فأنا الأكثر دراية بما يعانيه على الرغم من بساطة أمانيه!

تحدى وعاش... لكنه كبر قبل أوانه! تخطى مرحلة الطفولة ولم يعشها أملاً بشباب يعوض عنه ما فاته! أعطى كثيراً ولم يأخذ الا القليل! زهرة شبابه تذبل... وما زال الربيع لم يزهر!كبر قبل أوانه... وأخاف أنه بدأ يشيخ!كبر قبل أوانه... وأخاف أن يفارق قبل أن أحرك ساكناً وانشله من بين الحطام!

يقال بأن أقصر قصة كتبت في تاريخ الكون كانت: "انسانٌ ولد فعاش ثم مات!" لكني هنا لا أريد أن تروى قصة صديقي على النسق نفسه، بأنه انسان ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت!كبر قبل أوانه... وأخاف أن يفارق قبل أن أحرك ساكناً وانشله من بين الحطام!