ومثل ما بقولوا، الصاحب اللي ما بنفعني بحياتي،،، ما رح ينفعني في مماتي!
ومن باب المفاجأة، تعمّد أصدقائي اخفاء ذلك الأمر عني، سعياً منهم إلى مفاجأتي بذلك اليوم واسعادي بتلك الحفلة الصغيرة!
ما هو ياما جاب الغراب لأمه!
لكن من باب الحظ، تقدمت جبهة هوائية باردة ومنخفض جوي عميق مصحوب بأمطار رعدية، حيث نبهت دائرة الأرصد الجوية من حدوث السيول والفياضانات، و تأهب الدفاع المدني لمواجهة هذا المنخفض، وذلك كله كان في اليوم الذي أعد أصدقائي عدتهم واختاروه للاحتفال بي...
واللي ما إله حظ لا يتعب ولا يشقى!
ومن باب الاحتياط، ألغى أصدقائي تجهيزاتهم وأجلوا احتفالهم لأجل غير مسمى، خوفاً منهم على أرواح المدعوين...
بلاش ما السيول تجرفهم!
ومن باب الاعتراف، أخبرني أصدقائي عن نيتهم الصادقة كما وأطلعوني على جميع التجهيزات التي قامو بها ولكنها باءت بالفشل بسبب مؤامرة المنخفض الجوي...
وصدق المثل اللي بقول: لاقيني ولا تغديني...
أما باب الذكريات، فأعادني إلى عيدي الثامن... حيث أصريت في وقتها على الاحتفال به أسوةً (بولاد الحارة) الذين كان بعضهم يحتفل بعيد ميلاده مرتين أو ثلاث في السنة! اعتقاداً مني بأن الوقت قد حان لاسترداد بعضاً من الهدايا التي كنت أقدمها لهم (على الطالعة والنازلة)
ويا مستني السمنة من بطن النملة!
ولأنها كانت لأول وآخر مرة، قمت بدعوة جميع الأصدقاء، بل تعدا الأمر إلى دعوة الأعداء من الحارات المجاورة، وذلك كله لأريهم معجزة وضع الشمعة في صينية الهريسة!
حضر عدد لا بأس به من المدعويين، وشعرت بأني سأستغرق الليل بطوله وأنا أفتح الهدايا... لكن الأحلى في الموضوع التعاون الذي نشأ بين أولاد حارتنا وأعداؤنا من الحارات المجاورة في شراء الهدايا... حيث تشارك ثلاثة بشراء سيارة بدون ريموت وقام الرابع بشراء بطاريتها، ومن اشترى لي دفتر رسم قام الآخر بشراء علبة ألوان، ومن أحضر دفتر المذكرات ساعده أحدهم بشراء قلم أبو لونين... كان هنالك شخص وحيد رفض أي مبدأ للشراكة في الهدية التي أحضرها ولم أنساها إلى يومنا هذا والتي كانت عبارة عن طقم كاسات شاي!